الاقتصادي - يثير إهمال روتين العناية بالبشرة وعدم غسل الوجه مخاوف لدى معظم الناس من تراكم الأوساخ والبكتيريا والبشرة الدهنية وظهور البثور.
لكنّ ردود الفعل السلبية بدأت تلوح في الأفق تجاه طقوس العناية بالبشرة، فقد انتشرت مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لامرأة قالت إنها تخلّت عن غسل وجهها لإصلاح حاجز بشرتها، على الرغم من أن هذه العملية تسببت في تقشر بشرتها بخلايا الجلد الميتة.
وتُعرف هذه الطريقة غير التقليدية للعناية بالبشرة باسم "طريقة الإنسان البدائي"، وهي تكتسب شعبيةً متزايدةً على وسائل التواصل الاجتماعي.
تقوم هذه الطريقة على فكرة أن العديد من منتجات العناية بالبشرة يمكن أن تجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، وتُخل بتوازن درجة الحموضة فيها، وتُغير ميكروبيومها الطبيعي.
وتقول نظرية الإنسان البدائي: إن التخلي عن كل ذلك "يُعيد بشرتك إلى حالتها الصحية "الطبيعية".
ومع ذلك، فإن معرفة ما إذا كانت هذه الطريقة مفيدة لبشرتك، أو بشرة أي شخص آخر، هو سؤال مُعقّد، كما تقول الدكتورة نيكول م. غولباري، طبيبة الأمراض الجلدية في كلية غروسمان لونغ آيلاند للطب بجامعة نيويورك.
وتضيف: "لكل وجه ميكروبيومه الفريد والمتنوع. جميعنا لدينا بكتيريا وفطريات، وحتى عث مجهري صغير على وجوهنا. قد يبدو هذا مُقلقًا، لكن هذه الميكروبات جزء من بشرتنا الطبيعية، ولكي تعمل بشرتنا بشكل جيد، يحتاج ميكروبيوم الجلد إلى التوازن الصحيح من الميكروبات الجيدة".
مع ذلك، فإن عدم غسل الوجه قد يؤدي إلى فرط نمو الخميرة والبكتيريا، ويسبب مشاكل مثل التهاب الجلد الدهني وحب الشباب الالتهابي، وفق غولباري.
والتهاب الجلد الدهني، وهو نمو مفرط لفطر الملاسيزية، قد يسبب تراكم القشور الصفراء والتهابًا حول الخدين والحاجبين والأنف. كما أن عدم تنظيف الوجه تمامًا يؤدي إلى تراكم خلايا الجلد الميتة والزيوت، مما يؤدي إلى انسداد المسام.
وتضيف غولباري: "تزدهر بكتيريا الجلد على تلك المسام المسدودة، مما يؤدي إلى التهاب البثور والخراجات".
من جهتها، تقول الدكتورة أسمي بيري، طبيبة الأمراض الجلدية في لوس أنجلوس: إن "مخاطر عدم غسل الوجه تفوق فوائده عمومًا". وتضيف: "قد يكون تقليل استخدام الصابون أمرًا رائعًا، لكن الاستغناء عن جميع أنواع التنظيف ليس الحل".
وتتابع أن الاستغناء عن الصابون قد يكون مناسبًا لأصحاب البشرة الجافة أو الحساسة للغاية طالما استمروا في غسل وجوههم بالماء، لكن تجنب كليهما تمامًا يسمح بتراكم الأوساخ التي قد تسد المسام، أو تزيد من حب الشباب، أو تُسبب التهاب الجلد.
وأردفت "إلى جانب المشاكل الصحية، لا تبدو البشرة غير المغسولة في أفضل حالاتها. يؤدي عدم غسل الوجه إلى تراكم خلايا الجلد الميتة على سطحه، مما يجعله باهتًا وغير متجانس اللون وخشن الملمس. إذا لم تُنظف المسام المسدودة، فقد تتسع وتصبح أكثر وضوحًا مع مرور الوقت. كما أن الملوثات المتبقية على الجلد قد تُولد الجذور الحرة التي تُساهم في الشيخوخة المبكرة".
وتضيف بيري: "في الواقع، قد تكون الفائدة الوحيدة هي تقليل تآكل حاجز البشرة، ولكن يمكنكِ تحقيق ذلك باستخدام منظف لطيف".
وتوضح غولباري أن اتباع نهج متوازن يتضمن التنظيف اللطيف مع مراعاة احتياجات بشرتكِ سيؤدي إلى بشرة صحية على المدى الطويل.
وتوصي باختبار المنتجات الجديدة على منطقة صغيرة من الجلد قبل وضعها على كامل الوجه للتحقق من الحساسية، كما تنصح النساء بتنظيف فرش المكياج والإسفنجات بانتظام باستخدام منظف لطيف أو صابون لطيف لمنع تراكم البكتيريا.