الاقتصادي- لؤي وزوز- تشقّ الشابة الفلسطينية بيان اقطيط، من قرية رابود قرب مدينة دورا جنوب الخليل، طريقها في العمل الريادي الزراعي، إذ تدير مزرعة بيئية، تزرع فيها خضار صحية خالية من السموم والكيماويات، كما وتدير قسمًا آخر لتعليم الزراعة المستدامة الصديقة للبيئة لنساء أخريات من القرية، ليكون مصدرًا للدخل لها، ونموذجًا للنساء الأخريات.

تقول اقطيط، وهي ناشطة شبابية أيضًا، إنها تخرجت من تخصص المهن الطبية المساندة من جامعة بوليتكنك فلسطين، ولكنها تعمل من خلال مشروعها ببناء تربة صحية دون استخدام أي سماد كيماوي أو مبيدات حشرية.

وأشارت في حديثها لموقع الاقتصادي، إلى أن الفكرة جاءت من شراء أسرتها للخضار ولكنه -ورغم طهوه- لم يجهز بشكل جيد، إذ كان السبب إضافة الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية، ومن هنا بدأت التفكير بهذا المشروع، بأن تنشئ المزرعة وتطورها تدريجيًا، محاولة بذلك إيجاد فرصة عمل في ظل ما يعانيه الشباب من انتشار البطالة، التي بلغت 39.4% في محافظة الخليل، و31.4% في الضفة الغربية.

وكأي ريادي يبدأ مشروعه، تواجه بيان تحديات تعيقها في العمل، إذ توضح للاقتصادي أن هناك صعوبة في تسويق المنتجات والوصول إلى مراكز التسوق أحيانا؛ خصوصًا في ظل الأوضاع الحالية وانتشار حواجز الاحتلال، وإغلاق البوابات المنشرة في الضفة الغربية، إلى جانب نقص المياه، مشيرة إلى أن قريتها تعاني من نقص حاد في المياه، مضيفة "الموسم الشتوي غير كافي، ونضطر لشراء المياه، وسعر اكون مرتفع، ويصل إلى ١٠ شواكل، وهذه تكاليف كبيرة بالنسبة لي".

وإلى جانب ما تذكر بيان، فإنها توضح أن الاحتلال الإسرائيلي يحد من وصول المزارعين إلى مصادر المياه وحفر الآبار الإرتوازية، مضيفة "يعتبر أن ما فوق الأرض وتحتها ملك لدولته، خصوصًا تلك الأراضي المصنفة (ج)".

وتبيع بيان منتجاتها من خلال الترويج لها على مستوى بلدتها بعرضها في مراكز التسوق ومراكز الخضار فيها، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي بحسب الطلب، مشيرة إلى أنها تطمع في إنشاء شركة شبابية رائدة في مجال الزراعة البيئية والتصنيع الغذائي والتدريب، وأن لا يقتصر بيع منتجاتها على مناطق محددة فقط، بل تسويقها وبيعها في كل أرجاء فلسطين، والعالم لاحقًا، مضيفة "ستكون مزرعة بيان لكل شابة وشاب لديه هدف وطموح، إذ بدأت في مساحة صغيرة حول منزلي، ووصلت إلى نموذج لمزرعة بيئية ونموذج لمزرعة تعليمية في محافظة الخليل".