ريادة النساء في فلسطين :فرصة اقتصادية وتحول مجتمعي
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.17(3.31%)   AIG: 0.19(5.56%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.00(%)   APIC: 1.88(0.00%)   AQARIYA: 0.72(%)   ARAB: 0.95(%)   ARKAAN: 1.69(0.59%)   AZIZA: 3.02(%)   BJP: 2.76(%)   BOP: 1.64(0.00%)   BPC: 3.75(%)   GMC: 0.76(4.11%)   GUI: 1.71(%)   ISBK: 1.26(0.79%)   ISH: 1.02(%)   JCC: 2.08( %)   JPH: 3.85( %)   JREI: 0.15( %)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.60( %)   NAPCO: 1.03( %)   NCI: 1.83(%)   NIC: 2.61(%)   NSC: 3.03(%)   OOREDOO: 0.88(4.35%)   PADICO: 1.70(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.35(0.23%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.05(0.00%)   PICO: 3.00(%)   PID: 2.01(0.50%)   PIIC: 1.98(%)   PRICO: 0.30(3.45%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.30(0.00%)   RSR: 4.55(%)   SAFABANK: 0.80(2.56%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.70(%)   TNB: 1.40(%)   TPIC: 2.09(5.00%)   TRUST: 2.35(%)   UCI: 0.41(%)   VOIC: 7.00(%)   WASSEL: 1.03(%)  
3:31 مساءً 20 أيار 2025

ريادة النساء في فلسطين :فرصة اقتصادية وتحول مجتمعي

بقلم الأستاذة لمى عواد

ريادة النساء ليست ترفًا
تمكين النساء من تأسيس مشاريع ريادية ليس ترفًا تنمويًا، بل خطوة ضرورية نحو اقتصاد أكثر مرونة وعدالة، خاصة في ظل ما تمر به فلسطين من أزمات مركبة. فكل مشروع نسوي ناجح هو خطوة نحو مجتمع أكثر تماسكًا، واقتصاد أكثر قدرةعلى الصمود.

في ظل ما تشهده فلسطين من ظروف اقتصادية واجتماعية خانقة برزت ريادة الأعمال كمسار بديل وواعد نحو خلق فرص عمل وتعزيز التمكين الاقتصادي، خصوصًا للنساء والشباب. غير أن الطريق نحو ريادة نسوية فعّالة لا يزال محفوفًا بالتحديات مما يفرض الحاجة إلى رؤى وسياسات أكثر شمولًا وعدالة تأخذ النوع الاجتماعي. في الحسبان

تحديات مضاعفة في واقع هش
تشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن نسبة البطالة بين النساء تجاوزت 40%، في وقت تشارك فيه أقل من20% من النساء في القوى العاملة.  وتتوزع الغالبية العظمى منهن في قطاعات هشة مثل الزراعة والرعاية والخدمات، وهي أعمال غالبًا ما تكون غير رسمية، ومنخفضة الأجر، وبدون حماية .اجتماعية
وفي ظل هذه المعطيات، تبدو ريادة الأعمال واحدة من أبرز الأدوات التي يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة للنساء، سواء من خلال مشاريع صغيرة توفر لهن دخلًا مستقلاً، أو عبر خلق فرص عمل لمجتمعاتهن. لكن هذا الأمل يصطدم بعقبات تمويلية وتشريعية واجتماعية تجعل من الصعب على النساء بدء مشاريعهن أو تطويرها.

قصص نجاح في وجه الريح
ورغم التحديات، لا تخلو الساحة الفلسطينية من قصص ملهمة لرياديات تحدين الواقع ونجحن في تأسيس مشاريع متميزة في الزراعة، الحرف اليدوية، التكنولوجيا، وحتى الصناعات الغذائية  . إلا أن هؤلاء النساء غالبًا ما يعملن في عزلة، ومن دون بنية دعم مستدامة، ما يجعل استمرارية مشاريعهن معرضة للخطر، خاصة .في الأزمات كما هو الحال في قطاع غزة حاليًا

ريادة من منظور النوع الاجتماعي
يشدد الخبراء على أن دعم ريادة النساء لا يمكن أن يتحقق ببرامج "موحدة للجميع"، بل لا بد من تبني نهج النوع الاجتماعي، أي فهم وفك القيود التي تعيق النساء تحديدًا، من الوصول إلى التمويل والمعلومة والتدريب والملكية وحتى سوق العمل.
إن "ريادة النساء ليست فقط وسيلة للعيش، بل أداة مقاومة وصمود ، ومفتاح لبناء اقتصاد فلسطيني أكثر عدالة.، لكن المطلوب هو نظام دعم متكامل، يبدأ من التعليم وينتهي بالتشبيك والتسويق والحماية .القانونية

توصيات نحو التغيير
بحسب مختصين، فإن هناك حاجة ملحة لتفعيل مجموعة من :السياسات والبرامج، منها

صناديق تمويل خاصة بمشاريع النساء، لا سيما في المناطق  الهشه.
برامج تدريب واحتضان تراعي خصوصية النساء من حيث الوقت، المكان، ومتطلبات الرعاية الأسرية.
الأنظمة والقوانين لتسهيل تسجيل المشاريع الصغيرة.
الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم ريادة النساء.
الريادة النسوية في السياسات الوطنية للتشغيل والتمكين.


من مشروع فردي إلى تغيير مجتمعي شامل
ريادة النساء لا تتوقف عند حدود التمكين الاقتصادي الفردي، بل تمتد آثارها لتطال المجتمع بأسره، من خلال ما يُعرف بـ"الريادة المجتمعية"، أي أن  الأثر المتسلسل لمشاركة النساء الفاعلة في .الاقتصاد المحلي

من الأسرة إلى المجتمع
عندما تمتلك امرأة مشروعًا خاصًا، فإنها لا تضمن مجرد دخل لعائلتها، بل تعيد تشكيل الأدوار داخل الأسرة، مما يزيد من فرص تعليم أطفالها ويشجع النساء الأخريات في محيطها على اتخاذ المبادرة والاعتماد على الذات. تتحول هذه المشاريع إلى فضاءات للتمكين والتضامن، خصوصًا في المجتمعات الريفية والهامشية.


خلق وظائف وتعزيز التضامن
الكثير من النساء الرياديات في فلسطين لا يعملن بمفردهن، بل يقمن بتشغيل نساء أخريات، من الأقارب أو الجارات أو الشريكات في الحرفة، وبهذا تتحول المشاريع الصغيرة إلى مراكز إنتاج تضامنية تعزز التمكين الجماعي، وتخلق شبكات دعم اجتماعي واقتصادي.

ريادة تزرع الأمل في المجتمعات المنكوبة
في غزة مثلًا، حيث تتضاعف التحديات بفعل العدوان والحصار تظهر المبادرات النسوية كمصابيح أمل ، نساء يصنعن الخبز، أو يزرعن الخضروات، أو يديرن ورشات خياطة في بيوتهن، هنّ .ليس فقط معيلات لعائلاتهن، بل حاضنات لأمل مجتمعي جديد

تعزيز الانتماء والمشاركة
المشاريع النسوية الناجحة تزرع في المجتمع ثقافة جديدة: ثقافة الاعتماد على الذات، وثقافة الإنتاج المحلي، وثقافة الاحترام المتبادل بين الجنسين. كما أنها تشجع النساء على الانخراط في الشأن العام، والمطالبة بحقوقهن في .الموارد، والمشاركة في اتخاذ القرار

من التمكين الفردي إلى التغيير المجتمعي
ريادة النساء في فلسطين: أكثر من مجرد مشروع!
  مشاريع صغيرة = دخل، تمكين، وصمود
  الريادة ليست رفاهية.. بل ضرورة في زمن الأزمات.
  المطلوب: تمويل ميسر، تدريب مخصص، قوانين عادلة الأزمات.

وبالنهاية، انالاستثمار في ريادة النساء هو استثمار في التنمية المستدامة وفي العدالة الاجتماعية وفي بناء مجتمع أكثر تكافؤًا وصلابة . حينها تنتقل الريادة من كونها "فرصة شخصية" إلى "أداة مجتمعية"، تصبح قادرة على التأثير في السياسات، وتغيير التقاليد، وتوسيع .فضاء الحرية الاقتصادية للجميع.

Loading...