الاقتصادي- شهد الدولار الأميركي ارتفاعا عالميا ملحوظا عقب صدور قرار قضائي فيدرالي من محكمة التجارة الدولية في نيويورك، يقضي بتجميد مؤقت لعدد من الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، ما انعكس فورا على أسواق العملات وسوق الأسهم العالمية.
وانخفض اليورو بنسبة 0.4% ليصل إلى 1.124 دولار، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بـ0.2% إلى 1.344 دولار، والين الياباني بـ0.6% إلى 145.71 ين للدولار.
وعلى مؤشر مكوّن من ست عملات رئيسية، ارتفع الدولار بنسبة 0.4% إلى 100.18 نقطة.
أما على الصعيد المحلي، فقد تراجع سعر صرف الدولار مقابل الشيكل الإسرائيلي إلى ما دون 3.50 شيكل، وهو أدنى مستوى له منذ عامين، مدفوعا بالتفاؤل في الأسواق بشأن احتمال التوصل لاتفاق تهدئة في غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين. كما انخفض سعر صرف اليورو إلى 3.94 شيكل مقارنة بـ4.01 شيكل في اليوم السابق، والدينار إلى 4.93 مقارنة مع 5.00 يوم أمس.
تفاصيل القرار القضائي
أوضحت المحكمة أن قانون "الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية" (IEEPA) الصادر عام 1977 لا يمنح الرئيس صلاحيات غير محدودة لفرض رسوم جمركية شاملة عبر أوامر رئاسية. وأشارت إلى أن العديد من إجراءات ترامب "تتجاوز ما يسمح به القانون لتنظيم الاستيراد".
البيت الأبيض لم يتأخر في الرد، مؤكدًا أنه سيستأنف الحكم، معتبرًا أن القضاة غير المنتخبين لا يملكون صلاحية تقرير كيفية إدارة حالات الطوارئ الوطنية.
الأسواق تستجيب بتفاؤل
علّق رنان مناحيم، كبير الاقتصاديين في بنك "مزراحي طفحوت"، بأن الأسواق، خاصة الآسيوية، أبدت تفاؤلًا بعد القرار، ما انعكس على العقود الآجلة للأسهم الأوروبية والأميركية. وأشار إلى أن الشيكل قد يستفيد من هذه الأجواء الإيجابية، بالتزامن مع ارتفاع عوائد السندات الحكومية الأميركية وتراجع أسعار الذهب.
وأضاف: "القرار القضائي قد يمنح فرصة للتوصل إلى توافقات جديدة بين الأطراف المختلفة، وإن كان مصيره مرهونًا بمسار الاستئناف".
تداعيات أوسع على السياسة الاقتصادية
رغم أن القرار لا يشمل الرسوم المفروضة على سلع محددة مثل الفولاذ والألمنيوم (المرتبطة بالمادة 232 من قانون توسيع التجارة لعام 1962)، إلا أنه يسلط الضوء على التحديات القانونية والنيابية التي تواجه الإدارة الأميركية بشأن السياسات الجمركية.
وأشار مناحيم إلى أن تأخر تطبيق الرسوم الجمركية قد يضعف قدرة البيت الأبيض على تنفيذ التخفيضات الضريبية المقررة دون توسيع العجز المالي، خاصة مع خفض وكالة Moody’s التصنيف الائتماني للولايات المتحدة مؤخرًا.
تطورات جيوسياسية تعزز الشيكل
من جهته، قال يوسي فريمان، المدير العام لشركة "بريكو" للاستشارات المالية، إن التوقعات بإبرام اتفاق تهدئة في غزة وإطلاق سراح "المحتجزين" ساهمت في دعم الشيكل، الذي اقترب من مستويات لم يشهدها منذ مطلع 2023.
ورجّح أن يواصل الشيكل مكاسبه في حال تم الإعلان رسميا عن اتفاق أمني شامل أو عن انتخابات مبكرة، مما قد يدفع سعر الصرف إلى مستويات 3.45 شيكل مقابل الدولار أو أقل.
كما لفت إلى تعافي أسعار الطاقة في ظل تقارير عن قرب التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران، الأمر الذي قد يعيد الضغوط التضخمية من بوابة أسعار النفط.