مزارعو جنين يتكبدون خسائر فادحة بعد فشل تسويق محصول الخيار بسبب الإغلاقات
11:47 صباحاً 16 حزيران 2025

مزارعو جنين يتكبدون خسائر فادحة بعد فشل تسويق محصول الخيار بسبب الإغلاقات

الاقتصادي - وثّقت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد صادمة لمزارعين في محافظة جنين وهم يتلفون كميات كبيرة من الخيار، بعد تعذر تسويقه نتيجة الإغلاقات الإسرائيلية المشددة التي فُرضت منذ يوم الجمعة، في أعقاب الهجوم الإيراني على إسرائيل.

وقال مزارعون  لـ"الاقتصادي" إنهم عاجزون عن تصريف كميات كبيرة من الخيار الذي جرى قطفه خلال اليومين الماضيين، بسبب إغلاق الحواجز المحيطة بجنين ومنع التجار من الدخول أو الشاحنات من الخروج باتجاه الأسواق المركزية في الضفة.

وأضاف أحد المزارعين: "الخيار سلعة سريعة التلف، ولا يمكن تخزينها لأكثر من يومين. نحن مضطرون الآن إلى إتلاف المحصول بعد أن تعذر بيعه أو حتى نقله إلى السوق، وهذا يعني أننا نخسر تكلفة الزراعة والعمل والنقل دون أي عائد".

وتعد جنين من أبرز المناطق الزراعية في الضفة الغربية، وتنتج كميات كبيرة من الخيار تُوزع عادة على الأسواق المركزية في نابلس ورام الله والخليل. غير أن استمرار الحصار العسكري الإسرائيلي، وشبه انقطاع الحركة من وإلى جنين، أدى إلى انهيار سلسلة التسويق.

المخاوف لا تقتصر على خسائر المزارعين فقط، بل تمتد لتشمل المستهلكين أيضا. فمع عدم وصول الخيار من جنين إلى الأسواق، يتوقع تجار جملة في رام الله ونابلس ارتفاعا في الأسعار خلال الأيام المقبلة نتيجة قلة المعروض.

وقال تاجر في سوق الخضار المركزي برام الله إن الكميات الواردة من الخيار انخفضت بنسبة تفوق 60% منذ الجمعة، مشيرا إلى أن الصناديق التي كانت تصل يوميًا من جنين لم تعد متوفرة.


يؤكد مزارعون أن غياب أي تعويض حكومي عن هذه الخسائر يزيد من معاناتهم، في ظل الارتفاع المستمر لتكاليف الزراعة من بذور وأسمدة ووقود وأجور عمال. 
ويضيف أحدهم: "نزرع على أمل البيع، لكن إذا أُغلق الحاجز، فلا أحد يلتفت إلينا. هذه خسارة مباشرة لا نتحملها وحدنا فقط، بل يدفع ثمنها الاقتصاد المحلي".

ويطالب مزارعون الجهات الرسمية، وعلى رأسها وزارة الزراعة، بالتدخل العاجل لإيجاد آلية طوارئ لتسويق المحاصيل، أو على الأقل مساعدتهم في تحمل هذه الخسائر المتكررة الناتجة عن الإجراءات الإسرائيلية.

Loading...