الشيكل يواصل صعوده.. فهل يكسر حاجز 3 شواكل للدولار؟
1:49 مساءً 30 حزيران 2025

الشيكل يواصل صعوده.. فهل يكسر حاجز 3 شواكل للدولار؟

الاقتصادي- يشهد الشيكل الإسرائيلي موجة ارتفاع ملحوظة منذ بداية شهر حزيران، مدفوعاً بعدة عوامل سياسية واقتصادية، على رأسها تراجع مستوى المخاطر الجيوسياسية في أعقاب العملية العسكرية ضد إيران وبدء وقف إطلاق النار بين الطرفين.

في تعاملات ما بعد ظهر أمس الاثنين، تراجع سعر صرف الدولار إلى 3.398 شيكل، بانخفاض نسبته 1.33%، في حين انخفض اليورو إلى 3.94 شيكل، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 1.05%.

ويُعد هذا أقوى مستوى يبلغه الشيكل منذ نهاية عام 2022، حيث ارتفع بنحو 5% مقابل الدولار منذ بداية الشهر، وبنسبتي 3.6% و5.4% مقابل اليورو والجنيه الإسترليني على التوالي.

أسباب صعود الشيكل

وفق صحيفة جلوبس الإسرائيلية، يرجع هذا الصعود، كما يقول محللون اقتصاديون، إلى انخفاض حدة المخاطر المرتبطة بإسرائيل، بعد العملية العسكرية الأخيرة، وتحديداً الضربات الأمريكية على منشآت نووية إيرانية، ما أعاد قدراً من التفاؤل إلى الأسواق، ورفع مؤشرات بورصة تل أبيب، وخفض عوائد السندات الحكومية.

يقول مودي شافيرير، كبير محللي الأسواق في بنك هبوعليم الإسرائيلي: "مع بدء الهجوم وعدم وضوح نتائجه، ارتفعت علاوة المخاطر الإسرائيلية ولامس الدولار 3.7 شيكل. لكن في الأسبوع الأخير، بدأت الأسواق في تسعير واقع إقليمي جديد يتمثل بزوال التهديد الإيراني، ما انعكس سريعاً على أسعار الصرف".

من جانبه، يشير كوبي ليفي، محلل الأسواق في بنك لئومي الإسرائيلي، إلى أن "المرونة والصبر التي أظهرها المستثمرون داخل إسرائيل طوال فترة الحرب شكّلت عاملاً إضافياً في دعم صعود الشيكل".

هل يهبط الدولار إلى ما دون 3 شواكل؟

رغم التفاؤل، يظل الوصول إلى سعر صرف أقل من 3 شواكل للدولار أمراً غير مرجح في المدى القريب. يقول شافيرير: "ربما يحدث ذلك خلال سنوات، لكننا لم نقترب منه بعد". ويتفق معه ليفي، مؤكداً أن الوضع لا يزال غير مستقر، ما يجعل من الصعب التنبؤ بتحرك العملة على هذا النحو.

ويشير المحللون إلى عوامل بنيوية داعمة للشيكل، من بينها الفائض في الحساب الجاري، وازدهار الصادرات، واستمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى قطاعات مثل التكنولوجيا العالية.

من يقف خلف تحركات السوق؟

يُعد المستثمرون المؤسساتيون من أبرز اللاعبين في سوق العملات، إلى جانب المستثمرين الأجانب والمضاربين.

ويُعتقد أن هذه المؤسسات رفعت من تعرضها للأصول الإسرائيلية مؤخراً، في ظل تراجع المخاطر، ما عزز من قوة الشيكل.

كما تساهم فروقات أسعار الفائدة في دعم الشيكل، إذ يبلغ معدل الفائدة في إسرائيل حالياً 4.5%، وهو من أعلى المعدلات عالمياً، ما يجذب رؤوس الأموال الباحثة عن عوائد مرتفعة.

ويؤثر أداء بورصة وول ستريت، وخاصة مؤشر ناسداك، على الشيكل كذلك، بسبب ارتباط الاستثمارات الإسرائيلية بشكل وثيق بالشركات التكنولوجية الأمريكية. فعندما ترتفع أسهم الشركات الأمريكية، تزداد قيمة الأصول الدولارية للمستثمرين الإسرائيليين، ما يضطرهم إلى زيادة انكشافهم على الشيكل لتوازن المحافظ الاستثمارية، مما يعزز قيمة العملة المحلية.

هل يقرب صعود الشيكل موعد خفض الفائدة؟

يرى المحللون أن قوة الشيكل قد تساعد بنك إسرائيل في اتخاذ قرار بخفض الفائدة في الأشهر المقبلة، خاصة إذا تواصل تراجع الضغوط التضخمية وانخفضت علاوة المخاطر. يقول شافيرير: "الشيكل القوي ضروري حالياً لتمهيد الطريق نحو خفض الفائدة".

لكن ليفي يشدد على أن البنك المركزي لن يتسرع في خفض الفائدة، ويضيف: "طالما استمرت حالة عدم اليقين، فإن الاستقرار في معدلات الفائدة سيستمر على الأرجح. وإذا ما تم إنهاء الحرب فعلياً، فقد نرى خفضاً واحداً على الأقل في الفائدة قبل نهاية العام".

من المتضرر من صعود الشيكل؟

ورغم أن ارتفاع الشيكل يُعد إشارة إيجابية للاقتصاد الإسرائيلي بشكل عام، إلا أن له تبعات سلبية على بعض الشرائح، أبرزها المصدرون والشركات التي تعتمد على الإيرادات بالعملات الأجنبية.

كما يتكبد المستثمرون الذين زادوا انكشافهم على أسواق الأسهم والسندات الأجنبية خسائر عند تحويل العوائد إلى الشيكل، مثل من استثمروا في مؤشر S&P 500 الأمريكي، حيث تآكل جزء من أرباحهم بسبب ارتفاع قيمة الشيكل. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤشر يمثل حالياً نحو 8% من أصول صناديق التقاعد الإسرائيلية.

Loading...