الاقتصادي- عزف الشاب مجاهد عقل من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، عن الشروع في البدء ببناء منزله رغم أنه حصل منذ عدة شهور على التراخيص اللازمة لذلك، إذ يعزو سبب تأجيله إلى أسعار المواد الخام المتأرجحة، والظروف الراهنة التي تعيشها بلادنا.
وضع مجاهد ميزانية تقديرية للبناء، بناء على أسعار كانت موجودة قبل سنوات، غير أن التغيرات في الأسعار وارتفاعها، أدت إلى قناعة لديه بأنها ستسبب عجزا في إمكانية سداد ثمن المواد الخام، حيث كان السعر الذي رسم عليه الميزانية لكوب الباطون مثلا يصل إلى 280 شيكل، إلا أن سعر الكوب في هذه الأيام يصل إلى 320 شيكل.
ورصد "الاقتصادي"، عدة منازل وبنايات ما زالت في مراحلها الأولى من البناء في بعض قرى وبلدات محافظة رام الله، منذ عدة شهور، وتبين أن معظم أصحابها أبدوا قلقهم من الوضع الحالي، وتفاوت الأسعار وتقلبها من فترة لأخرى، وهذا ما جعلهم يفضلون التريث وتأجيل استكمال مشاريعهم.
وتشهد أسعار الباطون الجاهز في الضفة الغربية خلال هذه الأيام ارتفاعا طفيفا، حيث يتراوح سعر الكوب الواحد بين 300 و320 شيكل، وفقا لما أكده صاحب مصنع النبالي للباطون الجاهز في بيرزيت بمحافظة رام الله إياد النبالي.
ولفت إلى أنه رغم تراجع أعمال البناء والإنشاءات منذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لم تشهد أسعار الباطون انخفاضا رغم تقلص الطلب، خاصة أن الباطون الجاهز يعد من المواد الأساسية في مشاريع البناء والبنية التحتية، نظرا لقوته وسهولة استخدامه، فيما يشير الخبراء إلى أن عوامل عدة تؤثر في تحديد سعر الباطون، مثل تكلفة المواد الخام كالأسمنت والحصى، وأجور النقل التي تأثرت بالوضع الحالي.
وأضاف النبالي أن تكلفة بناء منزل بمساحة 150 مترًا مربعا، والذي يحتاج إلى ما بين 100 و120 كوبا من الباطون، تتراوح بين 32 ألف و38 ألف شيكل. وقد تأثرت عمليات البناء في مدينة رام الله وقراها بشكل واضح، خاصة في القرى التي يعتمد سكانها على العمل داخل الخط الأخضر.
وأشار، إلى أن الطلب على الباطون الجاهز انخفض خلال الشهر الأخير ما بين 30-40% نتيجة الحرب الإسرائيلية - الإيرانية، وما رافقها من إغلاقات وتخوفات لدى المواطنين من تطور الأحداث.
وتابع، أنه منذ عملية إطلاق النار على وقعت على معبر الكرامة في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، انخفض عدد الشاحنات المسموح بدخولها من الأردن إلى الضفة الغربية من 220 شاحنة في اليوم إلى نحو 70 شاحنة فقط.
ولفت النبالي، إلى أن أصحاب مصانع الباطون اضطروا للجوء إلى الإسمنت الإسرائيلي الذي يبلغ سعر الطن الواحد منه 470 شيكل، بينما يبلغ سعر الطن الواحد من الإسمنت الأردني نحو 420-440 شيكل.
بدوره، قال رئيس اتحاد المطورين العقاريين في الضفة الغربية علاء أبو عين، إن منذ عملية إطلاق النار على معبر الكرامة أصبح هناك تعقيدات في توريد الإسمنت والبعض المواد الأخرى للبناء للسوق الفلسطيني ما انعكس سلبيا على البناء العقاري وبالتالي التأخر في الإنجاز.
كما أن الظروف الراهنة وحركة السفن التجارية التي تغير مسارها وأصبحت تسلك طرقا طويلة تسبب في ارتفاع الأسعار، وأيضا عجزا وتأخيرا في بعض توريدات مواد البناء، إضافة إلى أنه منذ جائحة كورونا أصبح هناك خلل في موضوع الشحن، إذ ارتفعت التكلفة، وقل الإنتاج بالمقابل ارتفع الطلب، حيث كان هناك ارتفاع في الطلب لفترة طويلة مقابل قلة في الإنتاج لفترة طويلة أخرى.
وتابع: تأخرت كذلك أعمال البناء مؤخرا بسبب شح الوقود ما أثر على حركة الشاحنات، وبالتالي التسبب في انقطاع بعض مواد البناء، وهذا الأمر ما يسبب بعدم الانتظام السعري، وارتفاع تكاليف البناء.
وسجلت أسعار تكاليف البناء للمباني السكنية في الضفة الغربية، انخفاضا مقداره 0.15% خلال شهر أيار 2025، مقارنة بالشهر الذي سبقه، إذ انخفض الرقم القياسي إلى 121.29، مقارنة بـ 121.48 خلال شهر نيسان، كما سجلت أسعار مجموعة الخامات والمواد الأولية انخفاضاً مقداره 0.71%، في حين سجلت أسعار مجموعة استئجار المعدات ارتفاعاً نسبته 0.14%، بينما سجلت أسعار مجموعة تكاليف وأجور العمال استقرارا.