الاقتصادي- تستعد بورش وضمن خطوة جريئة ومثيرة للجدل لإطلاق نسخة كهربائية بالكامل من سيارتها الرياضية الأسطورية بورش 718 جديدة كلياً قادمة، والتي تشمل طرازي كايمان وبوكستر. لكن على الرغم من الحماس الظاهري تجاه هذا التوجه، تتصاعد الأصوات في الوسط الإعلامي وعالم السيارات مطالبة الصانع الألماني بالتراجع عن هذا القرار.

أُطلق نداءً صريحًا على الانترنت: ”ينبغي على بورش إلغاء مشروع 718 الكهربائية فورًا!“، وهو عنوان يختصر إحباط كثير من عشاق هذه السيارة الرياضية الكلاسيكية ذات السمعة القوية في متعة القيادة والسعر المعقول.

تُعد بورش 718 واحدة من أكثر السيارات الرياضية التي أحبها عشاق الأداء النقي. إنها ليست فقط سيارة بورش بسعر رخيص مقارنة بالطرازات الأخرى التي تقدمها الشركة الألمانية، بل تمثل مدخلًا إلى عالم متعة القيادة البسيطة الصافية. محرك وسطي، توازن ديناميكي مثالي، وقير يدوي يضع السائق في قلب الحدث. وعند الحديث عن نسخة كهربائية، يخشى الكثيرون أن يتم التضحية بهذه الصفات الفريدة لصالح التكنولوجيا الجديدة.

من يدفع ثمن الانتقال إلى الكهرباء؟

تكمن المعضلة في أن النسخة الكهربائية من سيارة 718، كما يُشاع، ستكون أغلى بكثير من الحالية. التقديرات تشير إلى أن السعر قد يبدأ من 90 ألف دولار أمريكي أو ما يعادل 337,500 ريال سعودي، وهو رقم يضع السيارة في منافسة مباشرة مع شقيقتها السيدان بورش تايكان، وربما حتى سيارات بورش 911 في فئاتها الأقل. والأسوأ من ذلك أن الكثير من عشاق سيارة 718 الحاليين اختاروها بسبب سعرها المعقول نسبيًا وأدائها الممتاز، فهل سيدفع هؤلاء سعر أعلى للحصول على سيارة كهربائية قد تفتقر إلى أصوات المحرك واستجابة القير اليدوي؟

التصميم الكهربائي قاتل الروح؟

تشير بعض التقارير إلى أن منصة بورش 718 جديدة ستكون كهربائية بالكامل، مما يفرض على المهندسين استخدام بطارية ضخمة في أرضية السيارة. هذا قد يُخل بتوازن الوزن الذي جعل 718 سيارة مذهلة في المناورة والتحكم. ناهيك عن أن تجربة القيادة الكهربائية تختلف جوهريًا عن تلك التي توفرها المحركات التقليدية، حتى لو زُوّدت بتقنيات تحاكي الصوت أو ناقل حركة اصطناعي.

فجوة مؤلمة في السوق

مع إعلان بورش رسميًا وقف إنتاج سيارات 718 الحالية في أكتوبر 2025، وقبل طرح النسخة الكهربائية التي تأجلت حتى عام 2027، ستحدث فجوة كبيرة في السوق تستمر لنحو عامين على الأقل. خلال هذه الفترة، لن تتوفر أي نسخة من 718، مما يثير تساؤلات حول حكمة هذا التوقيت، ويعطي فرصة لمنافسين مثل شيفروليه كورفيت، و تويوتا سوبرا، و نيسان زد، وحتى سيارات ألفا روميو الجديدة، لاقتناص جزء من الحصة السوقية.

هل 718 جاهزة فعلًا لأن تكون كهربائية؟

يبدو أن مشكلة 718 ليست في فكرة الكهرباء ذاتها، بل في ماهية 718 كرمز للبساطة والمتعة. سيارة كهربائية بهذا الاسم يجب أن تنقل التجربة نفسها، أو تفوقها، وهو أمر مشكوك فيه بالنظر إلى الوزن الإضافي، والسعر المرتفع، والخسارة المحتملة للقير اليدوي.

الختام: إلى أين تتجه بورش؟

تبدو بورش مصممة على المضي قدمًا في خطتها الكهربائية، وقد تكون النوايا جيدة والنية لتقليل الانبعاثات الكربونية حاضرة، لكن السؤال الحقيقي هو: هل يجب على بورش التضحية بأكثر سياراتها نقاءً لأجل التوجه الكهربائي؟ أم أن الوقت قد حان للتفكير في حل وسط — كنسخة هجينة مثلًا — تحافظ على روح 718 وتمنحها لمسة عصرية؟

ربما حان الوقت لبورش أن تستمع لأصوات عشاقها قبل أن تفقد أحد أهم سياراتها بقرار غير محسوب، وتتذكر انخفاض مبيعاتها العام الماضي بسبب سيارات تايكان و ماكان الكهربائيتين بالكامل! هل توافق هذا الرأي؟ شاركنا وجهة نظرك.