حل مشكلة معبر الكرامة يأتي عبر الضغط على إسرائيل
1:38 مساءً 14 تموز 2025

حل مشكلة معبر الكرامة يأتي عبر الضغط على إسرائيل

الاقتصادي- سمير حليلة- يزعجني كما كل فلسطيني أن تكون علاقتنا وتواصلنا مع العالم يتم من خلال ممر واحد وحيد ( معبر الكرامة) تتحكم به ثلاث سلطات وكل منها لها هفواتها ومشاكلها ومصالحها، ويبرز منها بالطبع الاحتلال الاسرائيلي الذي يجهر علنا بنيته تهجير الفلسطينيين والتضييق عليهم بكل السبل . وبالرغم من أن شعبنا شعب صبور ويتحمل الكثير، وأكبر مثال على ذلك قطاع غزه وما يعانيه منذ سنتين على الأقل ،إلا أن الوضع يتفجر  بين الحين والاخر ليعلن أننا لا نستطيع  الاستمرار بهذا الشكل ، واتضح ذلك بشكل 'منضبط 'خلال أزمة الشيكل وأزمة المقاصة وأزمة اللحوم والعيد، وأزمة العمال في إسرائيل وإرهاب المستوطنين  وهي كلها حلقات تتكرر وتتراكم بهدف الضغط باتجاه التهجير وافقاد السلطة شرعيتها وقدرتها على تقديم خدماتها للمواطن الفلسطيني.

وما حدث بالأمس وأول أمس عندما ضج المواطن العادي ضد الاجراءات التي تتم على معبر 'الكرامة' وهو المعبر الوحيد لشعبنا في الضفة الغربية ، مستنجدين بسلطتهم وحكومتهم وبملك الأردن والحكومة بإجراء المطلوب بما يسهل على المواطن عملية الدخول والخروج بكرامة ويسر وبتكلفة معقولة.

سعدت بالتدخل السريع لوزيري الداخلية الفلسطيني والأردني في محاولة لإنقاذ الوضع على الجسور. وبالرغم من صدور تعليمات جديده فورية ووعود بحل الأزمة فورا ، وتحميل شركة جت جزءا من المسؤولية إلا أن الوضع لم ولن يتغير ..!! وحتى لا يبدو الموضوع تشاؤما من طرفي  ليس له ما يبرره، تناست الحكومتان الطرف الثالث والأهم  وهو الذي يدير فعليا إجراءات المرور عبر هذا المعبر ومن ورائه وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش ..!  ولم تطالب أي من الحكومتين الطرف الإسرائيلي  بفتح المعبر، كما كان يتم عبر السنوات الماضية، حتى منتصف الليل أو لمدة 24 ساعة، وهو ما كان يحل مشكلة الاكتظاظ الصيفي على الجسر .

تقليص ساعات العمل حتى الساعة الثانية ظهرا  يوميا بدل الساعة العاشرة مساء وإغلاق الجسر يوم السبت كاملا هو المسؤول الأهم عن أزمة المرور عبر الجسر وكل ما تبقى هي أسباب فنية إدارية صغيرة، ولهذا فإن المطلوب هو إجراءات ومطالبات وضغوط على الاحتلال، وليس بيع الوهم لحل المشكلة بإجراءات وتعليمات إدارية.

العبرة والإشارات التي نتركها للفلسطيني المغترب والعائد للضفة الغربية، بالسياسة الحالية، هي أن لا تعود لبلدك واجعل زيارتك كل كم سنة مرة، أو انسى الموضوع . أما المواطن الذي يتواصل مع أهله وجامعاته ومراكز عمله في الخليج، فالنصيحة الأساس له هو ؛ سافر واجعل مركز حياتك خارج فلسطين فهذا أسهل وأضمن لك ولأولادك !؟

هل أبالغ بالوصف والاستقراء؟!

كان المطلوب منا دائما في ظل الاحتلال، وفي كل مجالات حياتنا أن نصرخ ونصرح ونحشد ونقاوم إجراءات الاحتلال، كي نستمر على أرضنا ونصمد  في مواجهة المحتل. وبالرغم أن هذه أصبحت مسؤولية السلطة الوطنية بعد اتفاق أوسلو. إلا أنها إذا تقاعست عن هذا الدور كما يتم  في حالة 'حمايتنا من المستوطنين' على سبيل المثال، فعلينا أن نستعيد هذا الدور الشعبي دفاعا عن وجودنا ونحن الجمهور المتضرر.

أين صوت مؤسسات المجتمع المدني، أين صوت القطاع الخاص وأين النقابات مما يحدث ؟ ، وهل ننتظر مخلص لنا من هذه الأوضاع.

إن الصمت؛ سواء كان الجبان أو المستكين أوالمتخاذل  أو الحكيم في ظل معاناة شعبنا، لن يمنحنا تذكرة نجاة من مصير صعب لقضيتنا .

يجب علينا أن نستعيد المبادرة ونعلي الصوت وأن نستجمع قوانا في لحظات تبدو وكأنها مصيرية حول مستقبل شعبنا وقضيتنا.

إن هذه  المناشدة هي دعوة للجميع لتحمل مسؤولياته واستنهاض طاقاته في مواجهة الخطر المصيري الذي يواجهنا في كل خطوة صغيرة أم كبيرة، سياسية أمنية أم اقتصادية، وعدم الركون إلى 'حسن الأخلاق'  في مجابهة مثل هذا العدو وامتداداته الإقليمية والدولية .

Loading...